Thursday, May 30, 2019

لماذا؟






لا أعلم من أين يأتي هذا الكُره الذي أُكنّه لنفسي.

لا أفهم الأمر.

دائمًا ما تخطر ببالي حقيقة أنني لا أكره أحدًا. هناك أشخاصٌ مستفزّون ومُثيرون للقلق والإزعاج، بل معظم الناس هكذا، ولكنّي لا أكرههم، فهُم لا يستحقّون ذلك.
لا أحد، في العموم، يستحقّ أن يُكره.

لِمَ إذن أكره نفسي إلى هذه الدرجة؟
ألديّ طاقةُ كُرهٍ يجب إفراغها ووقعتُ أنا ضحيّتها؟

لكن... دعني أسأل... هل أكره نفسي حقًّا؟
الشخص الذي يتكلم في رأسي، معترضًا، ساخطًا عليّ وعلى كل ما يتعلّق بي، هذا الشخص، أهو أنا؟
أراوغه أحيانًا، أقول له: يا عزيزي، لِمَ أنت غاضبٌ إلى هذا الحد؟ هدّئ من روعك قليلًا، لا تقلق، "المسائل ماشية زيّ الفُلّ". 
فيسكُن. غير مقتنعًا، لكنّه يسكُن، إلى حين إشعار آخر.
وأحيانًا أخرى، يسيطر هو عليّ تمامًا، فأكون أنا هو، فيكون الكُره أكثر شدّة.

أترى ما يحدث هنا؟
أقول أنا، وأقول هو، ما هذا؟ هل نحن شيئان أم شيءٌ واحد؟ هل أنا، التي تصارع الصوت، صوتٌ في رأسي أيضًا؟ هل أنا الصوتان؟ هل أنا شيءٌ ثالثُ؟

أتعرف؟ لا يهمّني كل هذا.
لا أريد الوصول إلى الإجابات.
لا يوجد إجابات.

أتمنى فقط لو يعُمّ السلام بيننا، فالحياة لا تحتمل مثل هذه الترّهات.