Friday, December 27, 2019

البرتقانة يامّا البرتقانة




إذا أردت أن آكل برتقالة، أقوم بتقشيرها وتفصيصها وأحيانًا بتقطيعها إلى مكعّبات صغيرة يمكن أكلها بالشوكة. أُفضِّل أن تكون عملية الأكل نظيفة وسهلة.

أحضرت لي أمّي برتقالة.
لم تقشّرها، وبالتالي لم تفصّصها. فقط قسّمتها إلى أربعة أجزاء.
ما هذا الهراء والله؟ 
سآكلها هكذا وأمري لله، لكن ما هذا الهراء والله؟

بينما كنت آكل البرتقالة، بطريقة بدائية جدًّا، خَطَرَ ببالي أنها برتقالة رائعة. لذيذة جدًّا، تبارك الخلّاق.
خاطرة لطيفة.
تركت فصّ البرتقالة ينزلق من يدي ويسقط في الطبق، إثر موجة حزنٍ اعترتني.
المشهد الآن: فمي مبلل بعصير البرتقالة، يدي مبللة بعصير البرتقالة، فص البرتقالة يقف في الطبق مأكولٌ نصفه، لا يعرف ما العمل، لا أعرف ما العمل، آثار الجريمة في كل مكان. لِمَ أثارت تلك الخاطرة هذا الحزن؟ ماذا يحدث؟
هل شعرت بالحزن من شدة جمال البرتقالة؟ لماذا قد يجعلنا الجمال نشعر بالحزن؟ هل-
ششششش، دي تلاقيها هرمونات يا بنتي كمّلي أكل، بلاش وجع دماغ ع المِسا.

Sunday, December 22, 2019

من النهارده مافيش حكومة، أنا الحكومة

لقد سئمت.
سئمت من هذه الحالة.
وسئمت من سأمي.
لا أتذكر حياتي قبل هذه الحالة.
لا أتذكر حياتي قبل سأمي من هذه الحالة.
لا أتذكرني، قبل كل هذا.
سنين من السأم، والحالة لا تتزحزح عنّي.
كلما تشتد أُذكّر نفسي أنها، وبالتأكيد، هتروق وتحلوّ.
لكنها لا تروق.
ولا تحلو.
لا أعرف إلى متى سأستمر في الترقّي في درجات هذه الحالة اللعينة.
هذا أسوأ شيء شعرت به على الإطلاق.
ثم يأتي الأسوأ.
ثم يأتي الأسوأ.
ثم يأتي الأسوأ.
...
لا يسعني سوى تذكر تلك الأغنية التي كان يقول فيها المغنّي: 
maybe this is all a part of my flawed design
لا أنكر آن تلك الجملة تسبب لي القليل من عدم الراحة، لأنني أشك بأنها لا تجوز، لكن أتمنى أن تكون فهمت قصدي على أي حال:
لا توجد مشكلة، أنا المشكلة.

Tuesday, August 20, 2019

سأقرأ هذا الكلام لاحقًا وأفكّر، لم فعلت ذلك؟

يثبت لي تعاقب الأيام أنني لن أكون سعيدة أبدًا، مهما حاولت. 
أنا أحاول، أقسم ذلك، أحاول كل يوم، طوال اليوم، كل يوم.
لا أعرف أين المشكلة، لا أعرف.
قلبي ينكسر كل يوم، أكثر من مرة.
أكون مع مجموعة من الناس، نتحدث عن شيءٍ يتعلق بالعمل، فأشعر به ينكسر بداخلي، فقط هكذا، دون أن يحدث شيئا، فأفكر "آه، ها هو ذا يفعل ذلك مجددًا".
يقول لي، شخصٌ ما، شيئًا لطيفًا، وفي اللحظة التي تتحرك فيها شفتاي لتكوّنا ابتسامة، أشعر به ينكسر بداخلي. "آه، ها هو ذا يفعل ذلك مجددًا". وتتكوّن الابتسامة وكأن شيئًا لم ينكسر.
أشاهد فيلمًا جميلًا، يأتي مشهد مضحك، وخلال ضحكتي أشعر به يفعلها مجددًا.
مجددًا.
مجددًا.
مجددًا...
لا أعرف كيف يمكنه أن ينكسر كل تلك المرات، قلبٌ غريبٌ جدًّا.
لا أعتقد أنني يمكنني أن أثبت لك، أو لأي أحد، أنني لا أبالغ.
لا ألومكم على أي حال.
في الواقع، أنا لا أتذمّر، يمكنني أن أتقبّل قلبي كما هو، فقط أتمنى ألّا يكون كل هذا نتيجةً لغضب الله عليّ.
فقط أتمنى ذلك.
وأتمنى أيضًا، قليلًا، أن يتوقّف قلبي، ولو لبعض الوقت، عن الانكسار.

Thursday, August 8, 2019

الكثير القليل


يصعُب عليّ الكلام عندما يكون لديّ الكثير لأقوله.


لأقوله؟


لا لأقوله، عندما يكون لديّ الكثير، فقط لديّ.


لا أنكر أنّي أودّ أن أقوله، لكن هذا الكثير، هذا الكثير إذا قلته، يقلّ. يقلّ لدرجة كريهة، وأنا لا أحب أن أتعامل مع مثل هذه المواقف،


لا أحب أن أتعامل مع أي مواقف في واقع الأمر.


أعتقد أنّي أحاول خداعه الآن، وأعتقد أنه يعلم ذلك.


حسنًا، دعنا من هذا الهراء، سأحكي لك عن كوب شاي.


فقط كوب شاي.


كوب شاي وحالة مزاجية لا بأس بها.


انسكب الشاي.


انسكبت الحالة المزاجية.


ثم انسكب كل شيء. ستسألني، كيف لكل شيءٍ أن ينسكب لمجرد انسكاب بعض الشاي؟ لن أجيبك، هذا هو ما حدث. لا أدري كيف ولماذا، ولكنه حدث.


يؤسفني القول أن انسكاب الشاي أثّر فيّ كثيرًا. 


هل أنت معي؟ أنا أحدّثك عن كوب شاي.


كوب. شاي.


كل شيء على ما يُرام. 


لغتي العربية رديئة.


كل شيء على ما يُرام، بلا شك.

Thursday, May 30, 2019

لماذا؟






لا أعلم من أين يأتي هذا الكُره الذي أُكنّه لنفسي.

لا أفهم الأمر.

دائمًا ما تخطر ببالي حقيقة أنني لا أكره أحدًا. هناك أشخاصٌ مستفزّون ومُثيرون للقلق والإزعاج، بل معظم الناس هكذا، ولكنّي لا أكرههم، فهُم لا يستحقّون ذلك.
لا أحد، في العموم، يستحقّ أن يُكره.

لِمَ إذن أكره نفسي إلى هذه الدرجة؟
ألديّ طاقةُ كُرهٍ يجب إفراغها ووقعتُ أنا ضحيّتها؟

لكن... دعني أسأل... هل أكره نفسي حقًّا؟
الشخص الذي يتكلم في رأسي، معترضًا، ساخطًا عليّ وعلى كل ما يتعلّق بي، هذا الشخص، أهو أنا؟
أراوغه أحيانًا، أقول له: يا عزيزي، لِمَ أنت غاضبٌ إلى هذا الحد؟ هدّئ من روعك قليلًا، لا تقلق، "المسائل ماشية زيّ الفُلّ". 
فيسكُن. غير مقتنعًا، لكنّه يسكُن، إلى حين إشعار آخر.
وأحيانًا أخرى، يسيطر هو عليّ تمامًا، فأكون أنا هو، فيكون الكُره أكثر شدّة.

أترى ما يحدث هنا؟
أقول أنا، وأقول هو، ما هذا؟ هل نحن شيئان أم شيءٌ واحد؟ هل أنا، التي تصارع الصوت، صوتٌ في رأسي أيضًا؟ هل أنا الصوتان؟ هل أنا شيءٌ ثالثُ؟

أتعرف؟ لا يهمّني كل هذا.
لا أريد الوصول إلى الإجابات.
لا يوجد إجابات.

أتمنى فقط لو يعُمّ السلام بيننا، فالحياة لا تحتمل مثل هذه الترّهات.