Saturday, May 16, 2015

الجبابرة


أُفَكِّرُ كَثِيرًا... كَيْفَ كُنْت سَأَعِيشُ إِنْ لَمْ أَكُنْ مُؤْمِنَةً بِاللّهِ؟
كَيْفَ لِإِنْسَانٍ أَنْ يَتَحَمَّلَ هَذَا الظُّلْمَ وَهُوَ يَعْتَقِدُ أَنَّ هَذِهِ الحَيَاةَ هِيَ الحَيَاةُ؟ وَهُوَ يَعْتَقِدُ أَنَّهُ إِنْ لَمْ يَأْخُذْ حَقَّهُ الآنَ فَلَنْ يَأْخُذَهُ أَبَدًا؟ وَهُوَ مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ إِنْ لَمْ يَشْهَدْ عقَاب الظَّالِمَيْنِ فَلَنْ يَشْهَدَهُ أَبَدًا؟ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يَمْلِكُ سِوَى الاِسْتِسْلَامِ أَوْ المَوْتِ، وَفِي كِلْتَا الحَالَتَيْنِ لَنْ يُغَيِّرَ شَيْئًا... وَلَنْ يُؤْجر عَلَى شَيْءٍ...
الحَمْدُ لله عَلَى نِعْمَةِ الإِسْلَامِ...
الحَمْدُ لله عَلَى نِعْمَةِ اليَقِينِ بِاللّهِ...
الحَمْدُ لله عَلَى نِعْمَةِ الآخِرَةِ...
الحَمْدُ لله أَنَّ هُنَاكَ إِلَهُ عليم عَادِلُ قوي مُنْتَقِمٌ...
الحَمْدُ لله أَنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ لِكُلِّ ظَالِم نِهَايَةٍ...
الحَمْدُ لله أَنَّ هَذِهِ لَيْسَتْ النِّهَايَةُ....
تَجَبَّرُوا وَاِظْلِمُوا وَاِفْعَلُوا مَا شِئْتُمْ، فَسَوْفَ يُحَاسِبُكُمْ اللهُ، وَلَا تَفْرَحُوا بِنجَاتِكمْ فِي هَذِهِ الحَيَاةِ، فَهَذِهِ الحَيَاةُ لَيْسَتْ هِيَ الحَيَاةُ... إِنْ عِشْتُمْ هُنَا سَالِمِينَ فَأَنْتُمْ سَتُعَذّبُونَ وَتُعَذّبُونَ وَتُعَذّبُونَ، هُنَاكَ... لَكُنَّكُم غافلون، الحَمْدُ لله....

Wednesday, February 25, 2015

التحام



تبتسم، فتشعر بشيء ممزق بداخلك يتمزق أكثر...
لا تعلم لماذا، لكنك تظن أنه لا يحق لك الابتسام.
أصار الابتسام جريمة؟
ربما... 
أهذا لأنه غير مُلَائِمٍ لما أنت فيه؟
و لكنك دائماً ما كنت تقرأ عن الابتسامات و الضحكات و أَنَّهَا مُلَائِمةٌ لكل حال... بل واجبة!
أيمكن للألم أن يلتحم مع الابتسامة ليُكوِّنا مزيجاً من الأحاسيس المتناقضة... المتجانسة؟
في بادىء الأمر و قبل كل شيء، التحمت بعض الأوجاع ببعضها فكوّنتك، أنت.
إذاً أيعقل أن يكون هناك مجال للابتسامة؟ 
ألن تكون الابتسامة في غير مكانها؟
ألن تكون خيانةً؟
خيانةً لكل ما تؤمن به؟ 
أم هي تأكيداً له؟
سأقول لك ما يريح بالك إن كان هذا ممكناً،
تلتحم الابتسامة بالأوجاع التحام الجزء بكله...
فالابتسامة لا تعبر بالضرورة عن السعادة؛ بل هي في أغلب الأحيان تعبر عن الوجع، عن الانكسار.
أنت مُنْكَسِرٌ... 
مُنْكَسِرٌ لدرجة أن ابتسامتك هي كل ما تملك!
لا تفزع... فهي كل ما تحتاج.
هي نجاتك.
هي أنت.
لا تقتل ابتسامتك،
لا تستسلم،
لا تجعلهم يسلبوك ابتسامتك كما سلبوك كل شَيْءٍ عداها.

Monday, February 23, 2015

أقوى من الأولاني


انت كنت محبوس جوة القفص،
كسرت القفص،
خرجت منه.
فضلت تجري... تجري... تجري...
وانت باصص وراك على القفص اللي قدرت تكسره و مبسوط.
حاسس إنك حر.
بتجري بسرعة،
مش باصص قدامك...
دخلت جوة قفص تاني...
قفص أقوى من الأولاني.
مش عارف تخرج...
اللي برة القفص بيقولوا إنك تستاهل،
لإنك متهور...
مخرب...
كسرت القفص الأولاني.
و كل ما يكون القفص اللي انت فيه أقوى،
كل ما يكونوا هما مرتاحين.
انت دلوقتي حالتك أوحش من الأول،
انت خدت حريتك، وحسيت بيها،
للحظة،
وبعدين خسرتها،
للأبد؟

Wednesday, February 11, 2015

الصراع


يفكّر عمر كثيراً في مدى صحة رأيه و أفعاله و مواقفه. هل نزوله في ٣٠ يونيو كان خطأً؟ أم أن الحال من الطبيعي أن يكون غير مستقرّ بعض الشيء؟
بعض الشيء؟
يتذكّر أصدقاءه الذين قتلوا في جمعة الغضب... ثم يفزع من سرعة مرور الوقت، ٢٨ يناير ٢٠١١، ١١ فبراير ٢٠١٥! ١١ فبراير ٢٠١١. أليس من المفترض أن يكون كلّ شيء على ما يرام كما كنّا نعتقد في ذلك اليوم؟
ثم يتذكّر أنَّ أصدقاءه هؤلاء ليسوا آخر من قُتل... فقد أصدقاءه الإخوان... المسيحيين... الأهلاويين... الزمالكويين... والبنات... البنات. حاول أن يجد شيئاً مشتركاً بين كل من فقدهم... فلم يجد سوى شيئين: أنهم كانوا أصدقاءه، و أنهم كانوا جميعاً رجالاً... رجالاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جميعهم، جميعهم بلا استثناء. هل هذا يعني أنه فَقَدَ كل أصدقائه الرجال؟ هل هذا طبيعيّ؟ إلى متى سيعيش هو كأنّ شيئاً لم يكن؟
كل من حولي سعيدون بما آلت إليه "ثورة" ٣٠ يونيو، أو لعلّهم يتظاهرون بذلك، لا أدري، هل أنا أتظاهر بذلك أيضاً؟ لا أجد بداً من مجاراتهم... هكذا أفضل... "أفضل" ليست الكلمة الملائمة، هكذا أسهل؟ لكن، هذا ما يراه الإعلام أيضاً، فمن المؤكدّ أنّ هذا هو الرأي الصحيح... الإعلام.... هل الإعلام رأيه صحيح؟ بالطبع! فالإعلام قد تغيّر تماماً وأصبح أكثر شفافيةً و حياديةً... لكنّه لم يقل شيئاً عن أصدقائي المقتولين... و لا يذكر أي خطأ من أخطاء السيسي... أخطاء؟ هل انت مجنون يا عمر؟ السيسي لا و لم و لن يخطئ! لكن لماذا يُقتل الناس؟ نعم، "الناس". هذا لا علاقة لا بالسياسة، "الناس" يُقتلون.
ماذا ستفعل يا عمر؟ لماذا أشعر دائماً بالاختناق؟ قد لا يبدو عليّ هذا، لكنني أختنقُ بداخلي... طوال الوقت...
لديّ كل ما أريد، لماذا إذن أشعر بأن شيئاً أساسيّاً ينقُصني؟ ترى ما هو؟
لم أبكِ عندما علمت بموت أصدقائي. لماذا؟ لماذا لم أبكِ؟ ربما لأنني أعلم أن البكاء سيجعلني ساخطاً... مُدرِكاً... آثرت اللامبالاة والتجاهل... اعتقدت أن هكذا أسهل... اعتقدت...
يشعر بأنّه على وشكِ البكاء، فيحاول الابتعاد بتفكيره إلى شيءٍ آخَر، فلا يجد... لا يريد أن يبكِ... لا يريد أن يسقط... يسقط؟ انت جبانٌ يا عمر... ابكِ يا عمر وارتقِ! ابكِ وتذكَر! ابكِ وتألّم! ابكِ... لا تقتل إنسانيتك أكثر من هذا... ألا تريد أن تكون رجلاً يا عمر؟
يُغلق عمر عيناه وينام... ينام مختنقاً... ينام و يعلم أنه سيبلل الوسادة... 
تُصبح على خير يا عمر.