مرحبًا. مرَّ وقتٌ طويل منذ آخر لقاءٍ لنا. لا أتذكر حتى متى كان ذلك. كيف حالكِ؟ آمل أنكِ بخير.
رأسي مكتظة بالكلمات. لا أعرف من أين أبدأ.
أعتذر، نادتني أمي لأُحضر لها قهوتها، ثم، كالعادة، جلستُ عندها قليلًا. لا أستطيع مقاومة هذه المرأة. أحيانًا. عندما لا أكون غاضبةً بسببها.
امممم... لا أعرف.
أها، كنت أفكر في كثرة الكلمات. عمومًا. الكلمات كثيرة، جدًّا، ولكنها أيضًا غير كافية. أشعر دائمًا أنها تحجُبُ عني شيئًا ما. أعني الكلمات. ربما تحجُبُ عني كلماتٍ أخرى. ربما تحجُبُ معانيا. أليس هذا مثيرًا للسخرية؟ الكلمات، التي نعبّرُ بها عن المعاني، تحجُبُ عنّا المعاني. لهذا لا يمكننا الاكتفاء بالكلمات. أو بالمعاني. لول.
أود لو أصُبُّ ما في رأسي صبًّا لعلَّ بالي يهدأ قليلًا. لكنه لن يهدأ، سيأتي بأشياءٍ غيرها في الحال. ربما يأتي حتى بالأشياء نفسها، ويتفاعل معها كأنه لم يرها من قبل. هذا ليس سيئًا جدًّا، في الواقع، فلولا طبيعتنا تلك لضجرنا منذ يومنا الأول على هذه الأرض، فكل شيء متكرر، على الدوام.
نتذمّرُ عادةً عندما يزورنا الحزنُ ونتأثر بزيارته كأنها الأولى، ولكنني أرى الآن أن هذا جيد. هذا يعني أنه في كل مرةٍ تزورنا فيها السعادة أو الطمأنينة سوف نشعر بها كما ينبغي.
الأمر ليس بتلك البساطة، أعي ذلك جيدًا. فالحُزن يجعلك تكره كل شيء، حتى السعادة، تمقُتها. لا ترغب بشيء، فقط تريدُ لكلِّ شيءٍ أن يتوقف، تريدُ أن تتوقفَ أنت.
ولكنه يمرّ. يجب أن يمرّ، لكي يأتي مرةً أخرى.
No comments:
Post a Comment