تذّكرتُ شيئًا لتوّي ووددتُ أن أحكيه ولكنني، حينما فكّرت فيمن أعرفهم، لم أجد منهم من قد يكون مهتمًّا، لا لشيءٍ سوى أن ما أريد أن أحكيه هو بالفعل عديم الأهمية ولا يستحق أن يلق اهتمام أحد. قلت لنفسي أنه لا ضير في أن أُجبر صديقةً لي على أن تسمع ما عندي، فهي لن تُمانع، لكنني لم أُرِد فعل هذا، فقررت الاحتفاظ بالأمر لنفسي. ثُمّ تذكّرت هذه المدوّنة، فشمّرت أكمامي غير المرئية واختطفت الlaptop من على المكتب وشرعت في الكتابة.
حسنًا، لنبدأ.
أودّ أن أذكر مجددًا أن الأمر عديم الأهمية، أو حتى لا يرقى إلى أن يكون عديم الأهمية، هو لا شيء، أشعر أنني نسيته بالفعل.
بالطبع لم أنسه، ذاكرتي سيئة ولكنني لا أنسى ال"لا أشياء" بسهولة.
حسنًا، حسنًا، سأبدأ.
أثناء نومي، أحب أن أمدّ ساقي اليُمنى وأُتكِئ أصابع قدمي على طرف المكتب المجاور للسرير. لكي يتيسّر عليّ فعل ذلك، يجب أن يكون المكتب على بُعد مسافة معيّنة من السرير، ولذلك عندما نقوم بتنظيف الغرفة وتحريك كل ما بها، أتأكد، عندما ننتهي، من وضعية المكتب نسبةً إلى السرير.
الأسبوع الماضي، عندما أنهينا تنظيف الغرفة، لا أعرف إن كنت نسيت أن أضبط المسافة بين المكتب والسرير أم أنني أسأت ضبطها. على كل حال، النتيجة واحدة.
كنت أستيقظ خلال نومي أكثر من مرّة في الأيام الأخيرة وأنا أشعر بانزعاج شديد بسبب عودة قدمي إلى السرير بعدما تفشل أصابعي في الوصول إلى المكتب.
أقول لنفسي، وأنا نصف نائمة، أنني سأقوم بضبط وضعية المكتب عندما أستيقظ، فيهدأ شعوري بالانزعاج وأُكمل نومي، وعند استيقاظي أكون قد نسيت الأمر تمامًا.
أقول لنفسي، وأنا نصف نائمة، أنني سأقوم بضبط وضعية المكتب عندما أستيقظ، فيهدأ شعوري بالانزعاج وأُكمل نومي، وعند استيقاظي أكون قد نسيت الأمر تمامًا.
كنت جالسة على السرير، البارحة، على الأرجح كنت أفكر في شيءٍ ما، لا أتذكر ما كنت أفعله بالتحديد، ولكنني نظرت للمكتب وقلت "أوه!"، وقمت بتقريبه إلى السرير. لم أشعر بشيء في تلك اللحظة، ولكن، أثناء نومي، مددتُ ساقي، وراحت أصابعي تستلقي على طرف المكتب بمنتهى اليُسر، كأنها عائدة إلى موطنها، فاستيقظت لثانية، شاعرةً بالسعادة.
انتظر، لم تنته القصة!
ألم أقُل لك في البداية أنني "تذكرت شيئًا لتوي"؟
تذكرت إحساسي عندما استيقظت لحظة وصول أصابعي إلى المكتب، كيف كنت سعيدةً بحق، كيف شعرت أنني في الجنة، إحساس بالنعيم المُطلق، ولسببٍ ما، جعلني هذا أضحك لبضع دقائق.